تعريف بالعدينلم يزل هاجس الحنين وعذوبة وصفاء مدينة العدين الغناء يحرك أشجان الذكريات الجميلة , ويلهم الخيال أجمل صور الفتنة والسحر وحب التاريخ والأصالة لكل من زارها وولج في حضنها الفسيح وتجول بين مروجها وأزهارها وينابيعها وشلالاتها , ويهيم بها ولعاً كل من اشتم هوائها العليل واستنشق نسمات صباحها الندية المفعمة بالبهجة التي تبعث الحياة في النفوس.و يشع وجهها نضارة وحيوية كأنها مليكة الزمان بل كأنها غانية فاتنة تنعم بالديباج والحلي والحلل التي تزين جيدها ومعصمها ومفرق جبينها وتتشح الجمالالعدين نسمة من نسمات سحر الطبيعة لطيبة هوائها وجمال طبيعتها فقد كانت إحدى ملهمات الأدباء الذين تغنوا بجمال طبيعتها ورقة هوائها وعذوبة مائها ( من العدين يالله بريح جلاب .. وإلا سحاب تندي علوم الأحباب ).
الموقع والتسميةالعدين إحدى مديريات محافظة إب , تقع إلى الغرب من مدينة إب على بعد حوالي (30كم) تقريباً . وتتميز بتنوع مناخي وجغرافي بديع فمناخها معتدل الى دافئ صيفاً وبارد شتاء في مرتفعاتها الجبلية الخضراء , مواسم الامطار فيها اطول المواسم واغزرها تمتلك العديد من المواقع السياحية المنتشرة في انحاء متفرقة الى جانب مواقعها التاريخية العريقة.
ترجع سبب تسميتها الى اشتهارها بزراعة «عودي» البن والقات فسميت (عودين) ومع مرور الزمن التصقت الكلمة لتصبح التسمية الحالية العدين. وهناك رواية تقول ان تسميتها جاءت من اسم ذي عدينة وهي امرأة سكنت المنطقة وكانت عاملة السيدة اروى بنت احمد الصليحي فيها , وآخر يذهب ان العدين تصغير لعدن وهي جزء من ارض الكلاع التي كانت تسمى سابقاً بالمخلاف .
التاريخ مدينة العدين يعود تاريخ تأسيسها الى عصر ماقبل الاسلام .. حيث كانت احد مواقع محطات القوافل الجارية القديمة , التي كانت تحمل البضائع من عدن الى صنعاء ثم مكة المكرمة فمدينة يثرب حتى مدن بلاد الشام عبر طريق كانت معروفة قبل الاسلام بدرب اسعد وطريق الحجيج في العصر الاسلامي.
وفي القرن الحادي عشر الميلادي كانت العدين امتداداً لعاصمة الدولة الاسماعيلية التي كانت عاصمتها مذيخرة في عهد الملك علي بن الفضل . ولقد كانت العدين متوسطاً في طريق المسافرين ورواحلهم مما سمح باقامة سمسرة فيها للنوم والراحة عرفت بسمسرة العدين الامر الذي شجع الناس على المجيء والسكن بجوارها فاكتسبت بذلك اهمية تجارية زاد اتساعها وعمرانها حتى اصبحت مدينة سميت بالعدين .
وتشير المراجع التاريخية الى ان مدينة العدين كانت محاطة بسور حجري وتضم اطلالاً لعدد من القصور القديمة , كما وصفها نيبور الذي زارها في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي بقوله مدينة العدين مدينة مصغرة ومسورة تتكون من حوالي 250 - 300 بيت مبنية من الاحجار ويجري بجانبها سيل يصب في وادي زبيد مدينة العدين بحق فردوس الطبيعة التي تثير في النفس تساؤلات شتى حول إعجاز الطبيعة الخلابة .. بشاعريتها الدافقة والمكان الذي يسربله الضباب وتغطيه السحاب المحملة بعلوم الأحباب , وتخترقها إشعاعات الشمس بألوان الطيف المنعكسة على فضائها الرحب والتي تنشر لمسة سحرية حانية على كل أرجاء العدين لتكتمل تلك اللوحة البديعة بكل الألوان الممزوجة بعطاء الوديان الفياضة بدرر البن وسنابل الحبوب المختلفة والحدائق من كل فاكهة وأب حيث غصون القنا وتغاريد الطيور في وادي الدور وسواقي سديم القديمة.
وادي الدوراكبر اودية اب جمالاً وبريقاً والكثيف الأشجار والغزير بالمياه الدائمة الجريان , يمتلك من المقومات الطبيعية والمناظر الخلابة والاجواء البديعة ما يسلب الروح فقد صوره القاضي علي محمد العنسي حين قال ( ومغرد بوادي الدور من فوق الأغصان .. ومهيج صباباتي بترديد الألحان ... لأنت عاشق ولا مثلي مفارق للأوطان ) وغناها الكثير من الفنانين الكبار كفنان اليمن الكبير أيوب طارش عبسي والفنان الراحل علي الآنسي وابوبكر سالم بلفقيه.
حصن يفوز .. شاهد تاريخي
العدين على شكل هضبة ينتصب فيها عدد من الجبال العالية المتوجة بالحصون التاريخية التي ورد ذكرها في عديد من المصادر التاريخية القديمة , وكان لها دور في أحداث ومجريات التاريخ اليمني القديم .
فمن وسط وادي الدور يظهر حصن يفوز من بعيد على قمة جبل مرتفع يطل على كثير من أراضي العدين , وهو حصن منيع يعتبر من اهم حصون العدين ويقع في عزلة بني عوض , اذ يرجع تاريخه الى القرن السادس الهجري ـ القرن الثاني عشر الميلادي وذلك طبقاً لما أورده “ابن سمرة “ صاحب كتاب “ طبقات فقهاء اليمن “ ويسمى حصن يفوز اليوم باسم القلعة وهو يتألف من ثلاث قنن كأنها الثريا في السماء ويحيط به سور دائري من الحجر تنتشر بداخله مدافن الحبوب وكروف المياه وفي اسفله كهف صخري واسع .
الجامع الكبير .. تاريخ عريق
الجامع الكبير بتاريخه العريق الموغل في القدم والحافل بصور روحانية تثير في النفس أسمى المشاعر الإيمانية والذي لا يزال راسخا حتى اليوم ليشكل أهم المعالم التاريخية في مدينة العدين ويسمى ايضا بجامع المهدي العباس اذ يحتل مساحة كبيرة من الأرض ويؤكد الأهالي ان تاريخ بنائه يعود الى أكثر من خمسمائة عام واهم معالمه بركة العقود الملحقة بالجامع التي تزوده بالمياه عبر ساقية معلقة ومحمولة على تسعة عقود بطول 3كم ممتدة عبر الجبال المحيطة بالمدينة ..
وادي عنًة.. روعة المكان
الذي يشق الأرض مكوناً على ضفتيه مناظر طبيعية ساحرة تشكل أول السحر ومنتهاه وسورة عشقٍ للجمال الطبيعي المطرز برقصات المياه وضحكات السنابل. كان يمتد كواحة مملوءة بالمياه والخضرة وبألوان من النباتات الجبلية والأشجار الكثيفة وغني بالمنتجات الزراعية المتنوعة كقصب السكر والجوافة والبن.
ويرجع المؤرخون سبب تسميته نسبة الى عنًة بن مثبوب الأكبر بن غريب ويعد اليوم متنفساً سياحياً يتوافد إليه الكثير من الزائرين والسياح بشكل دائم ومستمر ومقصداً للعديد من الرحلات السياحية الترفيهية المتدفقة اليه
. فبالإضافة إلى طبيعتها الجميلة والخلابة، والتي زادها جمالا وادي الدور ووادي عنة وغيرهما، فإنه يوجد بها العديد من المواقع الأثرية التي تحكي فصولا مختلفة من التاريخ، كما يوجد بها أيضا بعض الحمامات الطبيعية، بمعنى أن العدين تجمع بين السياحة العلاجية والترفيهية والمعرفية، وهي صفة نادرا ما تتوفر في منطقة أخرى في اليمن إلا في حالات نادرة
. ويبلغ عدد سكان العدين بمديرياتها الأربع حوالي 400 ألف نسمة، وفقا لآخر تعداد سكاني عام كان في 2004( العدين 143.578 نسمة، المذيخرة 77.835 نسمة، الفرع 89.011 نسمة، الحزم 79.483 نسمة
مديرية حزم العُدَيْن
تقع مديرية حزم العدين شمال غرب مدينة إب على بعد حوالي ( 30 كيلومتراً ) تقريباً، وقد ورد اسم الحزم في بلدات عديدة في اليمن منها حزم همدان، ومن أهم المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية والسياحية في مديرية حزم العُدَيْن حصن يَرِس، وهي عزلة من مديرية حزم العُدَيْن تقع أسفل جبل حبيش من الجهة الغربية وقد كانت مقراً لمملكة الكلاعيين، وكان السلطان " سعد بن وائل الكلاعي " من أشهر ملوكها وينسب إليه بناء حصن يَرِس في قرية الجعامي في نهاية ( القرن الثالث للهجرة )، ويقع حصن يَرِس بالقرب من حصن يفوز الموجود في عزلة بني عوض، ويتخذ هذا الحصن موقعاً إستراتيجياً ويصل إليه عبر طريق وحيد، والحصن يحتوي من الداخل على مجموعة من مدافن الحبوب وكروف المياه إلى جانب غرف لسكن الجنود، ويحيط بالحصن من الخارج سور تتخلله مجموعة من الأبراج -نُوب - للحراسة والمراقبة، والحصن حالياً يعاني من الإهمال وعدم الاهتمام فهو آيل للسقوط .
وقد ذكرت بعض المصادر التاريخية قرية الجعامي وبأن السلطان "سعد بن وائل الكلاعي" أنشأ فيها جامع وبه قبره وقبر الأمام الحافظ " زيد بن الحسن الفائشي الحميري "
كما يوجد في مديرية حزم العُدَيْن أحد ينابيع الحمامات المعدنية الحارة، وهو نبع حمام الأسلوم، الذي يقع فوق سطح الجبل ويطل على وادي عَنّه، وهو حمام بخاري دائم الجريان على مدار العام يستخدم لفترة (6 ساعات) ليلاً للرجال، ومثل ذلك للنساء، وتحتوي مياهه على عناصر معدنية وكبريتية للاستشفاء من الأمراض الجلدية والروماتيزم وغيرها، إلا أن الحمام يعمل بصورة بدائية، فهو غير مهيئى بالخدمات، فوسائل الإيواء محدودة والمطاعم عبارة عن مبانِ من الزنك، يؤمه المواطنين اليمنيين من مختلف المناطق المجاورة بشكل يومي
مديرية فَرْع العُدَيْن
تقع مديرية فَرْع العُدَيْن غرب مدينة إبّ على بعد حوالي ( 45 كيلومتراً ) تقريباً، ومن أهم مواقعها مدينة مذحج التاريخية.
وتعتبر مدينة مذحج بقايا أطلال ومعالم لمدينة قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، فالموقع عبارة عن هضبة غير مستوية تقدر مساحتها بحوالي ( 5 كيلومتراً ) توجد في بعض أجزائها عمارات مهدمة تغطيها الأتربة والرمال التي تجلبها سيول الأمطار، وتفسر هدم المدينة بفعل الزلازل نظراً لوقوعها في منطقة تكثر بها الزلازل، وهناك من اقترح البحث عن تمويل أجنبي يساعد في القيام بإجراء تنقيب أثري شامل لمديرية فرع العُدَين يكشف النقاب عن مواقع أثرية أخرى، إضافة إلى إعداد دراسات أثرية عن مدينة مذحج التاريخية، ويمكن استغلال تلك المواقع من خلال إدراجها ضمن خارطة حركة البرامج السياحية، والقيام بالترويج السياحي لها عبر وسائل الإعلام السياحية المتنوعة
وهذه لمحة عن العدين
أولا : ما هي العدين ؟
العدين مدينة صغيرة أو بالأحرى قرية قبل أن تصبح مدينة كانت تتبع عزلة منهات من مخلاف جعفر وجعفر أحد الحكام الذين حكموا في القرن الثالث الهجري قبل ظهور دولة القرامطة ومكان مقره في المناخي والتي تسمى اليوم ريمة بني مليك وكان مكان حكمه في مدينة المديخرة .
ثم أصبحت العدين مدينة ومركز للناحية والمديرية ثم تحولت إلى قضاء يتبعها أربع مقاطعات أو بالأحرى ولايات (مديريات ) هي :ـ
فرع العدين ـ حزم العدين ـ مديخرة والعدين .
وقد كانت مؤهلة لأن تصبح محافظة ولأسباب معينه لم يتم ذلك .
العدين أصل التسمية .
أصل التسمية من العودين مثنى عود وهي رمز لعودين اثنين اشتهرت هذه المنطقة بهما :
الأول هو عود البن والتي اشتهرت به اليمن لفترات تاريخية طويلة
والثاني وهو عود القات الذي نسأل الله سبحانه أن يعوض أهله خيرا منه .
والعدين منطقة جميلة جدا
فهي تجمع بين الوديان والسهول والهضاب والمرتفعات الجبلية الشاهقة التي تتخلها الأنهار والسيول الجارية طوال العام وفيها ينابيع الماء الدافقة الحارة طوال العام .
كما فيها المزارع والبساتين .
ولكن العدين تعيش في معظم أرجائها حالة من التخلف الثقافي والعلمي والعمراني والصحي نتيجة عزوف أبنائها عن التعليم بسبب الفقر ومحاربة المشيخ المتسلطين للرموز العلمية بأساليب لا يجهلها الكثير .
أبرز المآثر التاريخة في العدين :ـ
هناك أماكن كثيرة جدا في العدين مشهورة تاريخة وقد توالى ذكرها في كتب المؤرخين كثيراً وهنا لن نحصر وإنما على سبيل المثال لا الحصر :
حصن يفوز التاريخي في بني عواض
حصن عزان في بني عواض
حصن المناخي في ريمة بني مليك (ريمة المناخي )
مسجد مذيخرة التاريخي
حصن عزان في ممسى عزان سابقاً والمسمى اليوم بلاد المليكي
حصن زهقان في السارة
حصن خرشان في السارة
حصن دار أكل في بلاد الحصابيين من بلاد الحذيفي
نقيل مسجدين
مدينة مذحج وسائلة مناح
حصن قرعد في المشرف على مدينة مذيخرة
عيون الماء البركانية ( ماء عين الشحيم بيت عمرو ) في عزلة بني مليك
ماء عين الشعراني
ماء عين الأسلوم
وغيرها
كما أن هناك وديان جميلة
كـ وادي الجنات في عنه
ووادي الدور
ووادي كوبالا
ووادي السقائة
ووادي العقاب
ووديان في عزلة العمارنة وشلف جميلة ورائعة
أما المرتفعات فعلى سبيل المثال لا الحصر
مرتفع جبل قرعد المطل على مدينة مذيخرة
مرتفع أكمة عصيد وحقين المطل على شعب الذماري من عزلة حليان الداخلة
مرتفع الشبوة المطل على نقيل المسكة وبني مليك
مرتفع أصيبعان المطل على بني مليك
ومرتفع ريمة المناخي المطل وهي من أشهر مرتفاع بني مليك
ومرتفع زهقان وخرشان المطلة على السارة وشلف
ومرتفع دار أكل المطل على الحصابيين
ومرتفع حصن عزان المطل على ممسى حمر
ومرتفع جبل النجادي المطل على مروة من عزلى بلاد المليكي
ومرتفع دار الشرف المطل على قصع حليان
ومرتفعات جميلة في الأبعون وجبل بحري
كما لا أنسى مرتفع مسجد الخضر المطل على حمير والصفيعة والمقابل للدخال
والتي يقابلها مرتفعات القاهر من عزلة الجعاشن والمركبة المطلة على مناطق الدخال وهي مناطق جميلة تحاذي بني عبدالله والحلبة والعنسيين
كما أن هناك مناطق مزجت بين جمال الطبيعة الارتفاع كاالحفر في الجوالح
ونشير أيضا إلى السهول الجميلة والوديان في عدد من عزل فرع العدين
كما أن هناك مرتفع جبل حريم المطل على وادي زبيد وهو من المرتفعات الجميلة .
إن منطقة العدين أو ما كان يسمى مخلاف جعفر أو بلاد ذي الكلاع الحميري
بلاد جميلة جداً
وأهلها طيبون وفي رقة ورأفة
والحديث ذو شجون مع هذه المنطقة
ولنا بإذن الله تعالى أحاديث
أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
ـ بلاد المليكي ـ العدين
.