مَا بَالُ إحْسَاسِي يَطَولُ عَنَاهُ
وَ بِأيِّ حَالٍ أشْتَكِي ، أوَّاهُ !
أَوَكَيْفَ أنْطِقُ بالذِي قَدْ صَابَنِي
وَ عَلَيَّ ذُلٌّ صَابَنِي سَهْمَاهُ
ذَاكَ الخَبِيثُ بأرْضِ شَامٍ قَدْ عَتَتْ
كَفَّاهُ فِيهَا ، وَ الفَسَادُ حُدَاهُ
أوَّاهُ لمَّا أنْ أرَى طِفْلًا لهُ
عَيْنٌ تقُولُ بدمْعِهَا ، أمَّاهُ
أُمَّاهُ أيْنَكِ بَلْ و أيْنَ حَدِيثُنَا
أيْنَ الذِي سَأكونُ فِي عَلْيَاهُ ؟
أمَّاهُ أيْنَكِ لَمْ تَعُودِي عِنْدَنَا ؟
ما بَالُ صَمْتُكِ قاتِلًا ؟ أخْشْاهُ ..!
أيْنَ احْتِضَانُكِ لِي بِلَيْلٍ هَائِجٍ
رَشْفًا لِحُبِّكِ ضَمَّنِي سُقْيَاهُ
وَ يَظَلُّ يَدْعُو وَ الظَّلامُ يُجِيبُهُ
يَبْكِي ، وَلَكِنْ أيْنَ مَنْ يَرْعَاهُ ؟
سُلِبَ الحَنَانُ مِنَ الصَّغِيرِ فَلا تَسَلْ
عَنْ حَالِهِ ، كَلَّا وَلَا مَرْآهُ
إمَّا رَأيْنَا دَمْعَهُ لتَقَطَّعَتْ
مِنَّا القلوبُ بِلَوْعَةً لبُكَاهُ
مَا ذَنْبُ هَذَا أنْ يَكُونَ مُيَتَّمًا
وَ يَظَلُّ يَبْكِي وَ الدُّمُوعُ صِبَاهُ ؟
يَا لَوْعَتِي زِيدِي ، وَ فِيضِي ، و اعْلَمِي
أنَّ الذِي أبْكِيهِ لنْ أنْسَاهُ
ذَاكَ الذِّي قَدْ قَالَهَا فِي صَيْحَةٍ
الشَّعْبُ يَبْغِي مَوْتَهُ ، وَ فَنَاهُ
بَشَّارُ يَا عَارًا وَ يَا مُتَقَلِّبًا
بَيْنَ الدِّمَاءِ و هَاتِكًا نُعماهُ
أوَغَرَّ مِثْلَكَ أنَّ رَبِّي مُمْهِلٌ
وَ اللهِ لَنْ يَحْمِيكَ ذَاكَ الجَاهُ
أيْنَ المُلُوكُ المُعْتَدُونُ وَ بَطْشُهُمْ
ذَلُّوًا ، وَ رَبُّ العَالَمِينَ اللهُ
تُرِكُوا بأرْضٍ لَا حَيَاةَ بِقَفْرِهَا
وَ جُسُومُهُمْ صَاحَتْ ، أوَا ذُلَّاهُ
أَوَمَا رَأيْتَ الطِّفْلَ يَنْظُرُ ذَاهِلًا
وَ عُيُونُهُ تَحْكِي الذِّي يَلْقَاهُ
يَا أيُّهَا المَأْفُونُ أعْلَمُ أنَّنِي
إنْ ظَلْتُ أصْرُخُ أوْ أبِينُ دُعَاهُ
سَأرَاكَ مِنْهَا كالأصَمِّ وَلَنْ أرَى
إلَّا أذَمَّ ، وَفَاغِرًا لِي فَاهُ
يَا أُسْدَ شَامِ الخَيْرِ أيْنَ قِتَالُكُمْ
أيْنَ الشَّجَاعَةُ أيْنَ صَارَ " فِدَاهُ "
أوَمَا تَرَوْنَ الطِّفْلَ حِينَ بُكَائهِ
(عُمَرَ) الذِي اغْتَالَ الفُؤَادَ عِدَاهُ
أوَمَا حَسِبْتُم أنْ يَكُونُ صَغِيرُكُمْ
ذَاكَ الذِّي يُصْلَى بِقَهْرِ مَدَاهُ ؟
مَاتْتْ حَبِيبَةُ قَلْبِهِ وَ حَنَانُهَا
مَا عَادَ يَسْمَعُ بِالنِّدَاءِ أبَاهُ
قُومُوا عَلَى قَوْلٍ يُوَحِّدُ قَوْلَكُمْ
وَ لْتَزْأَرُوا ، باللهِ جَلَّ عُلَاهُ !
قُومُوا تَقُمْ فِيكُمْ بِهَا عَزَمَاتُكُمْ
وَ يَظَلُّ يَعْلُو شَأنُكُمْ ، فَنَرَاهُ
قُومُوا فَأَنْتُمْ فِي المَعَارِكِ رَايَةٌ
خَفَّاقَةٌ ، عَلَمٌ لَه مَعْنَاهُ
وَ لْتَضْرِبُوا بِالحَقِّ ضَرْبًا قَاطِعًا
يَزُلِ البُوُيْطِلُ ، وَ الرَّدَى يَنْعَاهُ
قَالُوا نُصَيْرِيٌّ فَقُلْتُ بِحُرْقَةٍ
شَاهَ الرَّقِيعُ ، وَلَا مَشَتْ رِجْلَاهُ
وَ أذَاقَهُ القَهَّارُ شَرَّ بَلِيَّةٍ
ألْقَاهُ فِي سَقَرٍ أَذَلَّ قَفَاهُ
عُذْرًا لِشَامٍ ، فَالرِّجَالُ جَمِيعُهُمْ
قَدْ أصْبَحُوا فِي خِزْيِهِمْ ، قَدْ تَاهُوا !
إنِّي أرَى صَمْتًا يُحِيطُ وَ ذِلَّةٌ
مَا عَادَ يَنْفَعٌ فِيهِ ( مُعتصماهُ )
إلَّا رِجَالُكِ قَدْ أَتَوْا بِقُلُوبِهِمْ
مِثْلَ الجَبِالٍ يَسُوقُهُمْ لُقْيَاهُ
لُقْيَا الإلَهِ ، فَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرٍ
إلَّاهُ ، جَلَّ اللهُ ، فِي عَلْيَاهُ
فَتَمَنَّعُوا بِاللهِ فَانْتَصَرُوا بِهِ
وَجَمِيعُهُمْ تَخِذَ الهُدَى مَوْلَاهُ
(سُورِيَّةُ الأمْجَادِ ) سَوْفَ تَرَوْنَهَا
فَوْقَ النُّجُومِ ، بِمُنْجَلٍ نَرْضَاهُ
يَوْمًا سَيَهْتِفُ فِي الجُمُوعِ بِحَشْدِهَا
وَ يَقُولُ فَخْرًا ، وَ الدُّنَى تَخْشَاهُ :
هَا قَدْ ثَأرْتُ لِمَوْتِ أُمِّي ، فاعْلَمُوا
فَالحَمْدُ للبَارِي ، وَ جَلَّ سَنَاهُ
عمّار .. معانقُ الشجن
الأربعاء 19 / 1 / 1433 هـ | 14 / 12 / 2011 م
و الله الناصر .. و المعين