ما الســر يا ترى

مالسر يا ترى؟
كتبها ابو الانوار سالم محمد علي عجار
من المستقر في عقل كل مسلم أن الانسان وجد في هذه الدنيا لعبادة الله وحده وأن الله ماخلقنا إلا لعبادته سبحانه وفد أمرنا الله بجملة من العبادات وأنزل الله كتابه الكريم وارسل خير خلقه محمدا صلى الله عليه وسلم ليأمرنا بالخير وينهانا عن الشر ونحن في هذه الحياة مأمورون بابتاع كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسم دون النظر إلى توافقها مع أهوائنا أو عدم ذلك ودون النظر إلى العائد الدنيوي أو المردود الحسي إذ المسألة مسألة عبادة وطاعة وامتثال الهدف منها مرضات الله وحده طمعا في رحمته وخوفا من عقابه لكن من يلاحظ في واقعنا في هذه الأيام يجد قصورا كبيرا في هذا الجانب فكثير من الناس راح يبحث عن مقاصد العبادات الدنيويه وفوائدها البدنية والصحية وجعلها الهدف الأساسي من عباداته لاسيما مع تطور الحياة واكتشاف الإعجاز العلمي فهذه الأمور تزيد من إيماننا ولكن لا ينبغي أن تؤثر على مقاصدنا ونياتنا
أضرب مثالا لتتضح الفكرة أكثر مثلا إكتشف الأطباء أن للصلاة فوائد صحية وبدنية لا تعد ولا تحصى وأنها تفيد الظهر ومفاصل الجسم وغير ذلك من الفوائد فقرأها زيد من الناس وحافظ على الصلاة بغرض الحصول على هذه الفوائد الصحية وجعلها هدفه الاساسي وصلى لأجل ذلك فقط وهذا يحصل.
فهل هذا من الإخلاص؟ وهل أداء العبادة لهذا الغرض؟ فلو قصد هذا الإنسان من صلاته أنها قربة وطاعة لله عزوجل وأن الله أمره بذلك فصلى طاعة وامتثالا لأمر الله عزوجل ثم جعل الفوائد الصحية والأمور الأخرى أمرا ثانويا فهذا لا ينافي الإخلاص لأن هناك ظابط في هذا الأمروهو قول النبي صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)
والأمثلة على ذلك كثيرة فالمقصود أنه يجب أن نسلم لأمر الله ولا نضيع وقتنا في البحث عن المبررات والتنقيب عن أسرار العبادات فإن ظهر لنا زادنا ذلك إيمانا ويقينا وإن لم يظهر لنا زادنا ذلك تسليما لأمر الله طاعة وعبادة لله ورسوله ما الســر يا ترى 004