القيصر
عدد المساهمات : 662 نقاط : 1580 السٌّمعَة : 40 تاريخ التسجيل : 03/02/2012 الموقع : https://almolaiki2010.yoo7.com/
| موضوع: «قِفَا نَبْكِ» الخميس أبريل 05, 2012 4:10 am | |
|
قفا نبكي من ذكرى صريعٍ مُجَنْدَلِ بسِقْطِ الأسى بين الهوى والتَّذَلُّلِ
فَدِجْلَةَ فالماءِ الذي صار لونُه كلونِ حياضِ الذَّبْح يومَ التَّحَلُّلِ
فبغدادَ فالأقصى الجريحِ فصخرةٍ تئنُّ من الباغي أنينَ المكبَّلِ
فكشميرَ فالافغانِ صارتْ بلادُهم من البؤسِ تغلي باللَّظى غَلْيَ مِرْجَلِ
فناحيةٍِ الشيشان ِحيث تَزَلْزَلَتْ بيوتُ بني الإسلام شَرَّ التَّزَلْزُلِ
قفا نَبْكِ من أحوال أمتنا التي نراها بجمر البَغْي تُصْلَى وتصطلي
ترى قِطَعَ الأشلاء في «عَرَصاتِها» تعبِّر فيها عن يتيمٍِ ومُثْكِلِ
فكم واردٍِ فيها على حوض موته وكم ذائقٍ فيها مرارةَ حَنْظَلِ
«وقوفاً بهاصحبي»، يقولون: لا تَقِفْ حزيناً، «ولا تَهْلَكْ أسىً وتجمَّلِ»
ألم يُبصروا مثلي، تَخاذُلَ أمتي «فهل عند رسمٍ دارسٍِ من معوَّلِ»؟
ألا يا امْرأَ القيسِ الذي فاض دمعُه ألست تراني، بَلَّ دمعيَ مِحْمَلي؟!
وصَفْتَ لنا أمَّ الحُوَيْرِثِ عابثاً «وجارتَها أمَ الرَّبابِ بمَأْسَلِ»
وصفْتَ لنا مِسْكاً تَضوَّع منهما كما هَبَّ نِسْنَاسُ الصَّبا بالقَرَنْفَلِ
نقلْتَ لنا أخبارَ خِدْرِ عُنيزةٍ وصَرْخَتَها بالويلِ «إنَّكَ مُرْجِلي»
وفاطمَ إذْ ناديتَها متوسِّلاً «أَفاطمُ مهلاً بعضَ هذا التَّدَلُّلِ»
نَحَرْتَ على شرع الهوى ناقةَ الهوى لَتَغْذوَ مَنْ تهوى «بدارَةِ جُلْجُلِ»
«تركتَ العذارى يرتمينَ بلحمها وشحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ»
لقد كنتَ ضِلَّيلاً تميلُ مع الهوى كما مالَ في عصري دُعاةُ التحلُّلِ
فكنتَ على ما كُنْتَ قُدْوَةَ ماجنٍ خليعٍ صريعٍ للتَّمادي مضلِّلِ
ألا يا امْرَأَ القيس الذي ثار قلبُه لقتل الأبِ المنكوب أَسْوَأَ مَقْتَلِ
تحوَّلْتَ من خمرٍ ولهوٍ وضَيْعَةٍ إلى حَمَلات الثَّأْر أقوى تَحوُّلِ
تجاوزْتَ حدَّ العقلِ في الثَّأْر، مثلما تجاوزْتَ في الأَهواءِ حَدَّ التَّعَقُّلِ
ألا ليتَ شعري، لو رأيتَ تخاذُلاً لأمتنا في حالِها المُتَمَلْمِلِ
فيا ربَّما جرَّدْتَ سيفكَ مُقبلاً «بمنجردٍ قيدِ الأَوابدِ هيكلِ»
تبدَّلْتَ في حالَيْكَ، والأمَّةُ التي تعوَّذَ منها الذُّلُّ لم تتبدَّلِ
ألا يا امرأ القيسِ الذي مات نائياً تركتُكَ محمولاً على شرِّ مَحْمَلِ
لقيتَ جزاءَ المُلْتجي لعدوَّه فصرت عن المجد التَّليدِ بمعزِلِ
ايا حاملاً في النَّار راية شعره ويا من رآه اللَّهوُ أكبرَ مُوغِلِ
هجرتُك مُذْ لاحتْ لعينيْ مليحةٌ تقرِّب كفَّيْ من جَنَاها المعلَّلِ
لها غُرَّةٌ يَسْتَمْنِحُ الفجرُ نورَها وفرعٌ «كَقِنْوِ النَّخلةِ المُتَعَثْكِلِ»
وفي مقلتيها أَفْرَغَ الحسنُ نفسَه كناظرتَيْ ظبيٍ «بوَجْرَةَ مُطْفِلِ»
تجاوزتُ أسواراً من الدَّهر نحوها فلله واحاتٌ تجلَّتْ لمُجْتَلِي
ولله أمجادٌ تراءَتْ لناظرٍ ولله حقٌ لاح للمتأمِّلِ
سقاني من الماءِ المبارِكِ شَرْبَةً وجلَّلَ أحلامي بثوبٍ مُرَحَّلِ
شريعتنا الغرَّاء أشرق نورُها بآي من الوحي الكريم المُنَزَّلِ
وصلتُ إليها، والصَّباحُ يمُدُّ لي يَدَ النُّور، عَنْها ظٌلْمَةُ الليل تَنجلي
فيا ليتني أَلْقيتُ رَحْليَ عندها ولم أتكلَّفْ رحلةَ المترحِّلِ
فلما دَنا ركبي إلى عصرنا الذي بدا مثلَ «خَبْتٍ ذي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ»
تجوَّلْتُ حتى قال دربي: إلى متى وحتى رأيت البيدَ ملَّتْ تجوُّلي
وأَلْقَيْتُ رَحْلي عند واقع أمتي أقلِّب طرفَ الناظِر المُتَأَوِّلِ
فلاحتْ لعينيْ صورةُ القُدسِ، وجهُها كسِيْفٌ، وفي أعماقها الحزنُ يغتلي
تسوق جواداً يشتكي قَسْوَةَ الحَفَى حوافرُه صارت كأطَرافِ مُنْخُلِ
بطيئاً ثقيلاً واهناً خائفاً معاً كجثَّةِ شيخٍ عند حي مُوَلْوِلِ
على الذُّلِّ «جيَّاشاً» كأنَّ نَشيجه توجُّع شَعْبٍ في فلسطينَ مُهْمَلِ
حَرُوناً «إذا ما السابحاتُ على الوَنَى» ركضْنَ تَراخَى مٌوغلاً في التَّمَلْمُلِ
فليس.. «كخُذروفِ الوليد» وإنَّما كجسمٍ إلى الإعياءِ شُدَّ «بِيَذْبُلِ»
له «أَيْطَلا» بُؤْسٍ «وساقَا» تَخاذُلٍ و«إبطاءُ» مكسورِ الجناحين أعزَلِ
نحيلاً «إذا استدْبَرْتَه» بانَ ما اختفى وأعطاك سِرَّ الواهنِ المتهزِّلِ
جواداً هزيلاً يعرف الدربُ أنَّه يُشَدُّ إلى الباغي بحبلٍ مُوَصَّلٍ
وأُمَّةِ بؤسٍ لايُصَانُ خباؤها تمتَّع منها كلُّ حافٍ ومُنْعِلِ
تجاوزَ أحراساً إليها «ومعشراً» دُعاةُ الخَنَى من معتدٍٍ ومُطََبِّل
أتَوَهْاَ «وقد نضَّتْ لنومٍ ثيابها لدى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المتفضِّلِ
فكم صرخةٍ ماتت على سمع غافلٍ وما حرَّكتْ إِحساسَ «قلبٍ مُقَتَّلِ»
وما سمعَتْ بعد النداءِ سوى الذي يُقَهْقِهُ من هذا النداءِ المُجَلْجِلِ
وما أبصرتْ إلاَّ بريقَ دعايةٍ يضلَّلُها عن حقَّها المتأصِّلِ
ومؤتمراتٍ أقسمَ العدلُ أَنَّها تسوَّغ للأقوى طريقَ التَّكَتُّلِ
لها جَمَلٌ يمشي على ظَهْر خُفِّه يسير بها سَيْرَ الجريحِ المُثَقَّلِ
تقول وقد مال «الغَبيطُ»، ببؤسها «عَقَرْتَ بعيري» يا هوى القوم فانزلِ
«وليلٍ كموج البحر أرخى سدولَه» عليها «بأنواع الهموم ليبتلي»
تساقط فيه النَّجْمُ من كل جانبٍ تَسَاقُطَ أطفالِ العراقِ المُزلْزَلِ
وعفَّرَتِ الغاراتُ طَلْعَةَ بَدْره فشُدَّتْ «بأمراسٍ إلى صُمِّ جَنْدَلِ»
وصبَّتْ على ماء الفراتِ سمومَها فمن يرتشفْ من شاطئ النَّهْر يُقْتَلِ
ألا يا امْرأَ القيسِ الذي امتدَّ شعره إليَّ كما امتدَّتْ غصونُ السَّفرْجَلِ
لشعركَ في روض القصائد رونقٌ وإنْ كنتَ عن إشراق ديني بمَعْزِلِ
لقد نزل القرآن بعدك رافعاً مكانتَنا في كلَّ نادٍ ومَحْفِلِ
ولكنَّنا لما تطاول عهدنا سحبنا رداءَ الذُلِّ دون تمَهُّلِ
وَكَلْنَا إلى الأغمادِ شَأْنَ سيوفِنا فما سُلَّ سيفٌ في مقامٍِ مُبَجَّلِ
سمعتُكَ ناديتَ الظلامَ مردِّداً «ألا أيَّها الليلُ الطويلُ أَلاَ انجلي»
ونحن ننادي ليلَنا كلَّما سَجَا ألا مرحباً بالغَيْهبِ المُتَهوِّلِ
يَشُنُّ الأعادي غارةً إثَرَ غارةٍ وأُمَّتُنا تُسقى بكأسٍ «مُفَلْفَلِ»
تهاوَتْ فضائيَّاتُها في مجونها تَجُرُّ إلى الإسفافِ كلَّ مغَفَّلِ
تَشُنُّ على أبنائنا وبناتنا معاركَ أخلاقِ الرَّدَى والتبذُّلِ
أَظنُّكَ لو أبصرتَها، قُمْتَ مُغْمِضاً جفونَكَ من إحساسكَ المُتَخَجِّلِ
ولستَ مثالاً يُحْتَذَى، إِنَّما دَعَا لذكركَ، سُوءُ الحالِ للمُتَمَثِّلِ
ألا يا امرأ القيس الذي في قُروحِه تجلَّى مثالُ الغَدْر في كلِّ منزِلِ
كساكَ رداءَ الموتِ «قَيْصَرُ» خادعاً فهل يُدرك الغافُونَ معنى التَّسلْسُلِ؟!
أقولُ، وفي قلبِ القصيدةِ حسرة «قِفَا نبكِ» من ذكرى صريعٍ مُجَنْدَلِ
الدكتور عبد الرحمن العشماوي من حساب الدكتور في (تويتر) | |
|