حرب غزة مواقف وتحليل
لــ / يسري المصري
****
نحيا مرحلة شديدة من تاريخ امتنا نرى ونسمع ونشاهد كل يوم ضحايا العدوان الغاشم على قطاع غزة .
ووسط هذه الأحداث لابد من سؤال لماذا الحرب الآن ؟
أولا بداية التصعيد باغتيال القائد البطل ""الجعبرى ""هي بمثابة سعى للثأر من رجل مرخ رأس الكيان في التراب أكثر من مرة .
منها إدارته البارعة لحرب الفرقان ودحره لليهود مهزومين أمام العالم .
ثانيا إدارته لملف صفقة الأحرار وشاليط هذه الصفقة العظيمة إدارة وتنظيما ومهاما .
ونحن نؤكد أننا لانحزن على فراق الرجال ولا نبكى على شهدائنا لأننا ندرك أنهم انتقلوا إلى مكان أفضل بأذن الله فنم يا أبا محمد قرير العين فأبناؤك في القسام سيبكون اليهود .
الأمر الثاني "لماذا الحرب الآن""
أولا هي تعبر عن حالة من الترهل والتخبط السياسي الاسرائيلى وسقوط لشعبية الإئتلاف واضح جدا ومتهاوى لأقصى درجة وكم ذكرت كلمة انتخابات مبكرة .
فالحرب بمثابة الهاء والبحث عن أرضية ودعامة جدية للائتلاف الحاكم فى الكيان .
ثانيا هي رسائل عدة للكثير من دول المنطقة بلا شك :
وأولهم النظام المصري الجديد ( المحسوب على جماعة الإخوان ) التي تأخذ موقفا صارما من هذا الكيان الغاصب .
والنظام التركي الداعم للمقاومة معنويا وماديا وموقف تركيا فى دعم غزة لا ينكره أحد .
ورسالة إرباك في المشهد الأمني الفلسطيني في غزة .
ورسالة دعم للنظام السوري العميل ولفت نظر العالم عن جرائمه .
وحسنا فعلت القيادة السياسية في رد فعلها في هذا الموقف الرائع فنحن تعلمنا أن في المصائب والنوازل الحياتية في الحياة العامة عند البشر يحدث حالة من التميز في التعاملات والمعاملات فتجد الصادق والحريص وصاحب الهمة وراقي الموقف ،وأيضا تجد الخسيس الجبان الصامت المتخاذل .
كذلك في المحن والظلم والقصف الذي تتعرض له غزة وجدنا الصادق في نقده واستنكاره ميدانيا لا إعلاميا والصامت وصاحب المصلحة المخرؤس
وسمعنا الحزين في نبرته وعرضه لإمكانيات إغاثية شديدة وسنسمع الكثير وسيتميز الكثير ويفضح صاحب المصلحة .
لكن يجب رفع القبعات إجلالا وإكبارا للرئيس مرسى ورئيس وزرائه الذي ذهب إلى موقع النار والقصف في غزة الأحرار مواقف كبار لا يفعلها إلا مرسى وقنديل .
وتبقى النوازل دوما تفضح المنافقين وتفرز الرجال الصادقين .
وفى الختام يبقى ملمح
إذا كان بعض الزوجات يشكين في حياتهم الزوجية من ما يسمى " الخرس العاطفي "من قبل الأزواج وشكواهم أليمة وبها مرارة شديدة ،فان غزة اليوم تشكو من هذا الخرس ولكنه سياسي متمثل في صمت النخبة ودعاة الحرية والقوى المدنية وكل أولئك ولكن هذه الشكوى كلها فخر وعزة ليبقى الفضل كله لله وعلى غزة أن لا تنتظر شيئا من هؤلاء فهم يقدمون الأهرامات على الأقصى ،فضحكم الله ونصر غزة .